الأم:إلى متى؟00إلى متى يا عفاف تعيشين في هذه الهواجس السود؟ لقد حزرت أنك لن تحضري حفلة زفاف ابنة الجيران ولذلك لم أحضرها أنا أيضا",ولكنني كنت أظن ستنامين مبكرة,ولم يدر في ذهني أنك ستسهرين إلى هذه الساعة المتأخرة من الليل تتقلبين في هموم تنطق بها هذه العيون المحمرة ,ويبوح بسرها هذا الوجه الشاحب!00
عفاف: مهلا يا أماه 00مهلا لا تكثري علي اللوم, بل لومي من كان هو السبب أصلا في هذا الشقاء الذي أعانيه ,وسوء حالي الذي أكابده0
الأم : وما ذا تقصدين بهذا الكلام ؟ ومن تعنين بهذا التعريض؟
عفاف : أقصدك أنت يا أمي!0
الأم : تقصدينني أنا ؟!!
عفاف : نعم أنت 00 لأنك أنت السبب!0
الأم : وهل أنت جادة فيما تقولين يا عفاف؟
عفاف :نعم ولست بهازلة0فأنا لا زلت أذكر كيف أنك (منذ عشرسنوات ) رفضت خطوبة ابن عمتي بحجة أنك ستكملين لي دراستي!00 ولا زلت أذكر كيف أنك رفضت خطوبة أخرى بحجة أنني لا زلت صغيرة وخطبة ثالثة ورابعة000
الأم : أهكذا !0 مرة واحدة 00 تلقين علي يا عفاف باللوم كله؟
عفاف:لم لا 00لقد كنت أنا حينذاك فتاة غريرة لا أملك من أمري شيئا" ولا أعرف خطورة ما تفعلين على حياتي وعلى مستقبلي!
الأم :أهكذا تتهمينني بالإساءة إليك وأنا أمك التي ربتك وتعبت بك الأيام والليالي؟؟
عفاف:000000
الأم :حسنا,إن هذا الذي قلتيه شيئ قديم وقد مضى عليه سنوات,ولا تنسي أنني كنت أبحث لك عن الأحسن ,وأتطلع إلى الصهر المثالي ,الصهر الذي يناسب عائلتنا في علمه ,ومورده ,وشكله وحسبه وفصله إلا أنني لم أوفق إليه ,فما ذنبي؟00
عفاف :ذنبك أنك كنت صلبة ,وأنك كنت متشددة كما أقررت أنت الآن لي0
الأم :بل الذنب ذنبك يا عفاف وأنت بهذا الإتهام تجبرينني على أن أصرح بأشياء كثيرة ,وإن كنتِ غير ذاكرة لها الآن فسأذكرك بكل شيئ 000
منذ حوالي سبع سنوات يوم خرجت إلى الحياة العملية (معلمة) ,أتذكرين كم واحدا" تقدم لخطبتك ؟لقد تقدم الكثير ومنهم
(المحامي نديم) نديم هذا الذي رفضته مع أنه أهل لك فهل تذكرين ماذا كانت حجتك يومئذ؟:
إن أهله بسطاء00 متأخرون00 لا يعرفون تقاليد الزيارات00أمه (غشيمة)أخجل أن من أن تكون حماتي000
ولم نشأ أنا ووالدك أن نقول لك (لا)0
ثم (يحيى) ألم يتقدم إليك وبإلحاح ؟ماذا كان يعيبه ؟ألم يكن مناسبا" لك في ثقافته وهيئته ونظرته إلى الحياة؟ فلماذا لم تقبلي به؟ ماذا كان اعتراضك عليه؟:
إنأباه قروي نزح إلى المدينة00وأنا لا أحب أن أربط مصيري بابنه وأتعرض لانتقادات رفيقاتي وقريباتي والناس00
وفي هذه المرة أيضا" لم نشأ أن نقول لك (لا)
ثم (حسان) الشاب العصامي ذو الخلق ,لماذا أحجمت عنه؟ ماذا قلت في رفضه ؟ألا تذكرين؟:
وماذا يعني أنه ذو خلق ؟ أنأكل ونشرب من أخلاقه؟ وهل ستبني الأخلاق (فيلا) ؟وهل تشتري الأخلاق سيارة؟إن دخله محدود ,أن الناس (يشيعون )عنه أنه متدين !وإني لن أربط مصيري بإنسان يعترض علي بلباسي أوفي غدوي ورواحي ولا أطيق واحدا" يتدخل في حريتي الشخصية00
وفي هذه المرة أيضا" لم نشأ أن نقول لك (لا )
ثم تلاها مرات ومرات,فهل تذكرين شيئا" من هذاأم لا تذكرين؟
عفاف (وقد خرجت عن صمتها) :نعم00نعم إنني أذكرذلك كله وأذكر معه أنني ما كنت على خطأ في كل ما جرى!00
ألست أستحق شابا" خيرا" من جميع اولئك الذين تقدموا إلي؟ ألست متعلمة؟ ألست موظفة ذات دخل؟ ألست على جانب من الحسن والجمال؟كم كنت تفاخرين بي في المجالس؟ كم كنت تتباهين بجمالي وخفة دمي!
الأم :كأني أشتم من كلا مك رائحة غرور كبير يا عفاف أحسب أنه هو الذي كان يسيطر عليك ,ولعله هو السبب فيما آلت إليه حالك التي منها تتألمين!00
عفاف : وأين وجدت الغرور يا أمي؟ إن كلامك هذا لعجيب!00
الأم:ولكني لا أجد فيه ما يدعوا للعجب ,ولولا حرص مني على مشاعرك امضيت معك في تفصيل طويل0
ومع هذا فإني أقول لك وباختصار:إنه داء العصر الذي تعاني منه معظم الفتيات ولا سيما المتعلمات والموظفات منهن0
عفاف:
!
!
!
!
يتبع في العدد القادم إن شاء الله