كان النبي يحي ( ع ) كثير الحزن حتى يقال عنه أنه لم يرّ يوماً وهو ضاحك .
وكان أبوه النبي زكريا ( ع ) يدعو الله قائلاً : يا إلهي طلبت منك ولداً ليكون سبباً في فرحي ولكنك وهبتني ولداً دائم الحزن .
وذات يوم سأل زكريا أبنه عن سبب كثرة حزنه وبكاءه .
فأجابه يحي ( ع ) قائلاً : أنك قلت لي ذات يوم إن بين الجنة والنار عقبه لا يتخطاها إلا الذي يبكي من خوف الله وعذابه وكان يحي ( ع ) دائم البكاء حتى تقرحت أجفانه وكان يضع قماشاً على الجروح .
ذات يوم رأى يحي ( ع ) أبن خالته النبي عيسى ( ع ) ضاحكاً فقال له : ماذا حصل لك حتى أراك ضاحكاً ؟ هل تضن نفسك إنك في مأمن من شئ؟
فأجابه عيسى ( ع ) ماذا جرى لك حتى أراك عبوسا ؟ هل يئست من رحمة الله ؟
ثم قال الأثنان : لن نتحرك من مكاننا حتى يحكم الله بيننا ويبين لنا من هو المحق في قوله .
فنزل عليهما الوحي قائلاً : الأفضل من كان أمله بالله أكبر وحسن ظنه أكثر .
__________________
الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيداً وجعل العبيد بطاعتهم ملوكاً